18 أكتوبر 2023
المغرب، أحد أبرز اللاعبين في منطقة شمال أفريقيا، يُحرز تقدمًا ملحوظًا في مجال المركبات الكهربائية والطاقة المتجددة. وقد مكّنته سياسة الطاقة الجديدة في البلاد، بالإضافة إلى نمو سوق البنية التحتية المبتكرة لمحطات الشحن، من تبوؤ مكانة رائدة في تطوير أنظمة النقل النظيف. وفي إطار سياسة الطاقة الجديدة، قدّمت الحكومة حوافز تفضيلية لتشجيع استخدام المركبات الكهربائية. وتهدف البلاد إلى أن تُشكّل مصادر الطاقة المتجددة 22% من استهلاكها للطاقة بحلول عام 2030، مع التركيز بشكل خاص على التنقل الكهربائي. وقد استقطب هذا الهدف الطموح استثمارات في البنية التحتية للشحن، مما دفع سوق المركبات الكهربائية في المغرب إلى الأمام.
من التطورات البارزة الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي لإنشاء مصانع لتصنيع معدات إمداد المركبات الكهربائية (EVSE) داخل البلاد. يهدف هذا التعاون إلى بناء سوق قوية لمعدات إمداد المركبات الكهربائية، والمساهمة في نمو قطاع الطاقة المتجددة في المغرب، ومواجهة التحدي العالمي المتمثل في الانتقال إلى النقل المستدام.
يشهد الاستثمار في محطات الشحن في جميع أنحاء المغرب تزايدًا مطردًا. ويشهد سوق البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية في البلاد ارتفاعًا كبيرًا في الطلب، إذ يدرك القطاعان العام والخاص الفوائد البيئية والاقتصادية للتنقل الكهربائي. ومع تزايد عدد السيارات الكهربائية على الطرق المغربية، يُعدّ توافر محطات الشحن وسهولة الوصول إليها أمرًا بالغ الأهمية لدعم انتشارها على نطاق واسع.
تعزز المزايا الجغرافية للمغرب مكانته كوجهة واعدة لتطوير الطاقات الجديدة. فموقعه الاستراتيجي بين أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط يضعه على مفترق طرق أسواق الطاقة الناشئة. يتيح هذا الموقع الفريد للمغرب الاستفادة من موارده من الطاقة المتجددة، مثل وفرة أشعة الشمس وطاقة الرياح، لجذب الاستثمارات في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. إضافةً إلى ذلك، يتمتع المغرب بشبكة واسعة من اتفاقيات التجارة الحرة، مما يجعله سوقًا جاذبة للشركات العالمية التي تتطلع إلى إنشاء قاعدة تصنيع أو الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة. إن مزيجًا من مناخ استثماري ملائم، وسوق سيارات كهربائية متنامية، والالتزام بالطاقة المتجددة يضع المغرب في طليعة جهود المنطقة للانتقال إلى مستقبل مستدام ومنخفض الكربون.
علاوة على ذلك، دأبت الحكومة المغربية على تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتسريع نشر البنية التحتية لشحن السيارات. وهناك العديد من المبادرات الجارية، مع التركيز على تركيب محطات شحن السيارات الكهربائية في المناطق الحضرية، والمناطق التجارية، وعلى طول طرق النقل الرئيسية. ومن خلال تحديد مواقع محطات الشحن بشكل استراتيجي، يضمن المغرب حصول مالكي السيارات الكهربائية على خيارات شحن موثوقة أينما كانوا داخل البلاد.
في الختام، وضعت سياسة الطاقة الجديدة في المغرب، والاستثمارات الأخيرة في تصنيع وشحن المركبات الكهربائية، البلاد في طليعة تبني النقل النظيف. بفضل مواردها الوفيرة من الطاقة المتجددة، ومناخها الاستثماري الملائم، ودعمها الحكومي، توفر المغرب فرصًا لا حصر لها للجهات المعنية المحلية والدولية للمشاركة في نمو صناعة النقل الكهربائي في البلاد. ومع بروز المغرب كوجهة جاذبة للاستثمار في البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية، فإنه يمهد الطريق لمستقبل أكثر خضرة في المنطقة وخارجها.
وقت النشر: ١٨ أكتوبر ٢٠٢٣
