في سعيها لتعزيز مكانتها في قطاع الطاقة الجديدة، كشفت إيران عن خطتها الشاملة لتطوير سوق السيارات الكهربائية، إلى جانب تركيب محطات شحن متطورة. وتأتي هذه المبادرة الطموحة في إطار سياسة الطاقة الجديدة لإيران، الهادفة إلى الاستفادة من مواردها الطبيعية الهائلة واغتنام الفرص الناشئة عن التحول العالمي نحو النقل المستدام والطاقة المتجددة. وفي إطار هذه الاستراتيجية الجديدة، تهدف إيران إلى الاستفادة من مزاياها الكبيرة في تطوير حلول طاقة جديدة لتصبح رائدة إقليمية في سوق السيارات الكهربائية. وبفضل احتياطياتها النفطية الضخمة، تسعى البلاد إلى تنويع محفظة الطاقة لديها وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري. ومن خلال تبني صناعة السيارات الكهربائية وتعزيز النقل المستدام، تهدف إيران إلى معالجة المخاوف البيئية وخفض الانبعاثات.

تتمحور هذه السياسة حول إنشاء شبكة واسعة من محطات الشحن، تُعرف باسم "معدات تزويد المركبات الكهربائية" (EVSE)، في جميع أنحاء البلاد. ستُشكّل محطات الشحن هذه البنية التحتية الأساسية اللازمة لتسريع اعتماد المركبات الكهربائية ودعم العدد المتزايد من المركبات الكهربائية على طرق إيران. تسعى هذه المبادرة إلى جعل شحن المركبات الكهربائية أكثر سهولةً وراحةً في المناطق الحضرية والريفية على حدٍ سواء، مما سيعزز ثقة المستهلك ويحفز بشكل أكبر على التحول نحو المركبات الكهربائية.
يمكن الاستفادة من مزايا إيران في تطوير تقنيات الطاقة الجديدة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لدعم سوق السيارات الكهربائية وإنشاء منظومة للطاقة النظيفة. توفر وفرة أشعة الشمس والمساحات المفتوحة الشاسعة ظروفًا مثالية لتوليد الطاقة الشمسية، مما يجعل إيران وجهة جذابة للاستثمار في البنية التحتية للطاقة المتجددة. وهذا بدوره سيساهم في تشغيل محطات الشحن في البلاد بمصادر الطاقة النظيفة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة في إيران. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لصناعة السيارات الإيرانية الراسخة أن تلعب دورًا هامًا في نجاح تبني السيارات الكهربائية. وقد أعرب العديد من شركات تصنيع السيارات الإيرانية الرائدة عن التزامها بالتحول إلى إنتاج السيارات الكهربائية، مما يشير إلى مستقبل واعد لهذه الصناعة. بفضل خبرتها في التصنيع، يمكن لهذه الشركات المساهمة في تطوير السيارات الكهربائية المنتجة محليًا، مما يضمن سوقًا قويًا وتنافسيًا.

علاوة على ذلك، تتمتع إيران بإمكانات اقتصادية هائلة كسوق إقليمية للسيارات الكهربائية. فعدد سكان البلاد الكبير، ونمو الطبقة المتوسطة، وتحسن الأوضاع الاقتصادية، تجعلها سوقًا جاذبة لشركات السيارات التي تسعى إلى توسيع مبيعاتها من السيارات الكهربائية. وسيعزز موقف الحكومة الداعم، إلى جانب الحوافز والسياسات المتنوعة التي تهدف إلى تشجيع تبني السيارات الكهربائية، نمو السوق ويجذب الاستثمارات الأجنبية.
مع انتقال العالم نحو مستقبل أكثر استدامة، تُعدّ خطة إيران الشاملة لتطوير سوق السيارات الكهربائية وإنشاء بنية تحتية متطورة لشحنها خطوةً هامةً نحو تحقيق الاستدامة وخفض انبعاثات الكربون. بفضل مزاياها الطبيعية وسياساتها المبتكرة وصناعة السيارات الداعمة لها، تستعد إيران لإحراز تقدم كبير في قطاع الطاقة الجديدة، معززةً بذلك دورها كدولة رائدة إقليميًا في تعزيز حلول النقل النظيف.

وقت النشر: ١٥ نوفمبر ٢٠٢٣